البديع
اسم ذُكر في القرآن مرتين فقط
كلتاهما بصيغة بديع السماوات والأرض
السياق في المرتين مرتبط بالخلق من العدم وإظهار القدرة الإلهية الخارقة
كأن الآيتين يرفعوا الغطاء عن فكرة أن الكون ده مش “نسخة مكررة” ، بل ابتكار إلهي مُطلق.
الآيتان هما:
١) سورة البقرة – الآية 117
﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾
٢) سورة الأنعام – الآية 101
﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾
الاسم في المرتين بيجي بمعنى الإيجاد على غير مثال سابق … زي فنان بيخلق لوحة من اللاشيء ، بس بدرجة لا يمكن للعقل يتخيلها.
المرتين كانوا في سياق نفي أن يكون لله ولد .
اسم "البديع" نفسه بيحمل معنى الاستغناء الكامل . اللي يبدأ خلق السماوات والأرض من الصفر … وجوده مش محتاج إضافة ، ولا شريك ، ولا ولد.
فالآيات بتستخدم الاسم كدليل عقلي : الابتكار المطلق ينافي الحاجة تمامًا.
اسم البديع يعمل إيه جوا الإنسان؟
البديع اسم بيهزّ فكرة عميقة جوّا الواحد : إن رب الكون بيخلق من غير مثال سابق ، وده يفتح باب واسع جدًا لحياة مختلفة تمامًا.
نقدر نفهم إن القيود اللي حوالينا مش هي النهاية .. لو ربنا بيبدأ السماوات والأرض من العدم ، يبقى إعادة تشكيل حياتك — حتى من نقطة شبه صفر — مش شيء مستحيل ولا بعيد .
الإنسان أحيانًا بيقف قدام مشكلته ويحس إنها “قفلة”، لكن معنى البديع يقول: مفيش قفلة عند اللي بيبدأ كل حاجة بداية أصلية.
اسم البديع كمان يعلّم الواحد يخرج من فخّ “التقليد”.
مجرد إن الخالق مبتكر بطبيعته ، يخلّي الإنسان يحب يكون ليه بصمته ، طريقته ، أسلوبه … حتى لو بسيط.
الإبداع مش حكر على الفنانين ، ده طريقة تفكير : إنك تجرب ، تطور، تعيد ترتيب حياتِك بلمستك الخاصة.
وده اسم يهدّي القلب جدًا … لأن اللي قدر يبدع الكون كله قادر يبدّع لك حلول من حيث لا تتخيل .
ساعات الحلول بتيجي من أماكن “مش منطقية” بالنسبة لنا ، وده جزء من جمال هذا الاسم : قدرة الله على صنع طرق جديدة تمامًا.
وفي جانب تاني مهم … اسم البديع يزرع احترام لجمال التفاصيل.
الكون كله مليان “ابتكار” : شكل جناح فراشة ، صوت الإنسان ، اختلاف الوجوه … كل ده فن إلهي.
لما العين تتعوّد تشوف الإبداع ده ، الإنسان نفسه بيصير أرقى ، أقل غضبًا ، وأكتر امتنانًا.
الاسم ده لو دخل قلب حد ، يعيش وهو حاسس إن ربنا قادر يعمل معاه شيء غير متوقّع … شيء جميل خارج حساباته.
وده يفتح باب أمل واسع ، خصوصًا في اللحظات اللي الواحد يفتكر إن مفيش مخرج.
ومن هنا ، فكرة الإبداع مش بس في الكون… لكن في صناعة حياة جديدة مهما كانت البداية صعبة.