بورنگ
اس پوسٹ کو یکسانیت اور حد سے زیادہ تکرار پر صارفین سے وسیع پیمانے پر رائے ملی ہے۔ منذ سنوات طويلة أتابع سيدة مصرية على فيسبوك هي أول ما أطالعه عندما أفتح التطبيق . والدة معتقل حُكم بالمؤبد ،تقول هي وتؤيدها منظمات حقوقية أن لا شأن له بقضية خرج جميع المتهمين الأصليين فيها وظل هو قابعاً حيث هو .! ..
أتابع السيدة بصمت، لا أعلق ولا أضع حتى إعجاب وأكثر من مرة فكرت بكتابة رسالة لها ثم محوت . المهم السيدة تكتب يومياتها منذ اعتقال ابنها وكان في حوالي العشرين من عمره وقد مر أحد عشر عاماً وصار في ثلاثينياته لكنه يبدو كهلاً نحيلاً يسير بصعوبة كما تصف بعد كل زيارة..
والزيارة حكاية : بعد تدبير المال هناك الاستيقاظ قبل الفجر ثم تجهيز ما قد يسمحون بدخوله من مأكل ومشرب ثم تلك الطوابير التي يقفون فيها ساعات في حر وبرد ومطر .. تنقل رسائله وشيخوخة شبابه وسؤاله عن أصدقاء قلًت رسائلهم مع الأيام ثم اختفت . الدنيا تلاهي تقول له فيجيب : بل نسوني !
العائلة كلها كبرت الوالد رحل ومضى كل في طريقه ومن بدأ مدرسة تخرج من الثانوية. هناك من تزوج ومن سافر وأصبحت جدة لأولاد دخلوا المدارس .. نهر الحياة يمر والشاب في زنزانته يكبر وحده وهي لا تفقد الأمل وتنشر وتعيد آخر صوره قبل ان يغيب في غياهب المعتقل ..هي كبرت أيضا وأضفت السنوات مهابة أكبر على ملامحها الجميلة . وتتحدث عن تراجع صحتها لكنها تواصل الكتابة .
يمر الشاب باكتئاب حاد ويفكر بإنهاء حياته لكن إيمانه وهي يردعانه . تواسيه وتحثه على الصمود لكنه يائس وعالق في اعتقال سادي .
لا تناشد أحدا ولا تتوسل تطلب بنبرة صاحب حق . ثم تعود للأمل وانتظار زيارة تثقل على روحها أكثر مما تخفف . في رواية لايزابيل الليندي تحكي عن المرور أمام جدران معتقل صامت و كل ما حوله يسير ..مشاة وعربات وباعة وأحلام وخيبات يفصلها جدار عن معذبين ومتألمين وصراخ ويأس وموت . يوم اَخر من الإنتظار ويوم ينقص من الأمل ،يوم اَخر من الصمت و يوم أقل من الحياة ..
للسيدة المعلومة لي المجهولة أنا لها . أعيش يومياتك وأتخيلها . ما تكتبينه يصل ويؤثر ويُلهم.
يجب أن يخرج المعتقلون ظلماً في أي مكان يجب أن يخرج إبن هذه السيدة وان تكتب هذه الأم العظيمة نهاية سعيدة . لا شيء يعيد الوقت لا شيء يعوض الحياة لكنني أنتظر ذلك الخبر . مثلها .
( المجتمع الدولي) في صورة .
ترن في أذني عبارة شقيق الشهيد اسماعيل الغول حين سأله الصحفي أمام جثمان شقيقه : ماذا تقول للعالم ؟
فاختصر مجلدات بكلمتين: أي عالم ؟!
#الفيتو_الأمريكي