صديق صيني قال لي مرة ان في هذا الكون العظيم هناك توازن دائم، وكذلك في الحياة وفي الفرد، وأيضا في الجمع.
بمعنى ان لو شخص فينا قرر في يوم ان يبقى شرير إلى أقصى درجة، في نفس اللحظة شخص آخر في مكان آخر يقرر ان يبقى خيّر إلى أقصى درجة.
ونصحني هذا الرجل الحكيم بألا احاول ان أبقى خيّر أقصى درجة، لأن هذا يخلق أحد شرير أقصى درجة في مكان تاني. وأنا اعمل بنصيحته لسنين طويلة. فقط هذا العام ومنذ العدوان على غزة وأنا افتقد الشر في داخلي، وأجد نفسي متعطّش لفعل الخير كما لو كنت خيّر لأقصى درجة، وادركت ان هذا الخير الزائد الذي تملّك مني جاء من عند شر الأشرار، كما يأتي الدواء من الداء.
وما أنا إلا طبيعة البشر الساعية دائما للحفاظ على هذا التوازن، فلا يمكن ان نرى كل هذا الشر دون ان نكفي وزنه بالخير.