كنت في احد المؤتمرات في أوروبا منذ عدة سنوات واقترب مني يوتيوبر اسرائيلي معروف وعرفني بنفسه وقالي شفتك واخد جانب وبتصلي .. انت اكيد مسلم.. قلتله دا صحيح واسمي اسلام 😊 .. قالي عظيم بتصلوا كام مره ف اليوم .. قلتله خمس صوات مفروضه وغيرها تطوع .. قالي بتهكم وابتسامه عريضه.. هذا الكثير من الجهد والتعب اليومي .. سيكون افضل لو جمعت صلوات الشهر كله في يوم واحد واستمتعت بالحرية باقي الشهر
لوهلة شعرت بالاهانة من طريقته التهكمية وسكت للحظات وقلت له
ما رأيك ان تتوقف عن غسيل أسنانك كل يوم مرتين وتخصص يوم كل شهر تقوم فيه بغسل أسنانك ٦٠ مرة.. أيهما افضل لصحة أسنانك؟
اختفت فجاه ابتسامته العريضه .. فتابعت قائلا ..
Prayers in Arabic means ‘Salah’, coming from the root word “Wasal”, means connected
وتابعت قائلا .. الصلاة هي صلة مع الله .. والأفضل ان تكون متصل بالله كل يوم وليس مره واحده في الشهر
ليس الأمر في الشدة ولكن ف المداومة
It is not about intensity, it is about consistency
وهذا سر النجاح في كل مناحي الحياة .. ولهذا أري ان الصلاة أمتع شيء في الوجود
اختفت ابتسامته تماما وصافحني قائلا سعدت بلقائك .. وانصرف
كان في ولد وبنت بيلعبوا مع بعض، الولد كان معاه لعب والبنت كانت معاها ورد. اتفقوا انهم يبدلوا، الولد يدي للبنت كل لعبه، والبنت تدي للولد كل الورد اللي معاها. لكن قبل ما الولد يديها لعبه، خبى عنها أكبر وأجدد لعبة معاه، أما البنت فاديتله كل الورد اللي كان معاها زي ما اتفقوا.
في الليلة دي البنت راحت البيت ونامت في سلام، لكن الولد فضل صاحي طول الليل بيفكر ويسأل نفسه إذا كانت البنت خبت عنه ورد ولا لأ.
في أي علاقة الطرف الغشاش أو الكداب أو الخاين هيكون دايما عنده وسواس وشك في الطرف التاني إنه بيغشه أو بيكدب عليه أو بيخونه. كلٌ يرى الناسَ بعينِ طبعه.
صديق صيني قال لي مرة ان في هذا الكون العظيم هناك توازن دائم، وكذلك في الحياة وفي الفرد، وأيضا في الجمع.
بمعنى ان لو شخص فينا قرر في يوم ان يبقى شرير إلى أقصى درجة، في نفس اللحظة شخص آخر في مكان آخر يقرر ان يبقى خيّر إلى أقصى درجة.
ونصحني هذا الرجل الحكيم بألا احاول ان أبقى خيّر أقصى درجة، لأن هذا يخلق أحد شرير أقصى درجة في مكان تاني. وأنا اعمل بنصيحته لسنين طويلة. فقط هذا العام ومنذ العدوان على غزة وأنا افتقد الشر في داخلي، وأجد نفسي متعطّش لفعل الخير كما لو كنت خيّر لأقصى درجة، وادركت ان هذا الخير الزائد الذي تملّك مني جاء من عند شر الأشرار، كما يأتي الدواء من الداء.
وما أنا إلا طبيعة البشر الساعية دائما للحفاظ على هذا التوازن، فلا يمكن ان نرى كل هذا الشر دون ان نكفي وزنه بالخير.